المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحجّ ليس كلمة (1/4)


عزيزة الحوراء زينب (ع)
11-30-2013, 03:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يا كريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حَ .. حَـــــ.. حَــج
كلمة من حرفين متتاليين ولا أعرف معناها !!
سورة كاملة في القرآن باسم الحج ، لم أتأملها يوماً ، بل حتى لم أتأمل لماذا لم تنزل سورة باسم الصلاة ، باسم الصوم ، الزكاة .. الخ ..
لماذا ؟؟ سورة الحج بالخصووص !بل إن آخر الأشهر العربية أخذ اسمه من هذه الفريضة "ذو الحجة".
ما السر ! مالحقيقة ! مالحكمة ! يالعظمة هذا الفرض !!!

لـمـَاذا لم أتأمل يوماً ، لم أتسائل ؟!

فقط وفــقَط أنجر وراء أولئك اللذين إذا سألتهم ماهو الحج ؟ قالوا : ((امم .. الحج يعني أن تلبس الإحرام .. الحج هو طواف بالبيت إلى أن تختنق وتموت .. الحج سعي يورم الرجلين .. الحج أن تشتري لك شسعاً أبيضاً،لأنه لا يجوز أن تأتي بشسع ملون ))

يصرخ وينادي ( يا معشر الناس ، يــــا عالم ، أخبروني ماهو الحج ؟! يسألوني عن الحج أتلعثم ولا أدري ماهي حقيقته؟ وأنا الذي رزقت بالحج خمس مرات ، وإلى الآن لم أدرك معنى هذا الفرض العظيم ، لم أدرك ما المقصود بالحرفين فقــــط !!

ذهبت لذاك المؤمن أسأله فقال : إن مفهوم الحج لدى الناس اليوم قد بترت جيمه لتتفشى الشين من رحم الحاء ، ويولد الحش داعيا بأنه الحج !!
وإن من البشر من يستبدل حرف الجيم بالقاف ليكون الحج هوَ ( الحق ) المبين
أما العاشقين فيفضلون التصاق حرف الحاء بالباء عوضا عن الجيم ليكون الحج هو الحب .
كل إنسان يفسر الحج كما يهوى وكما يفكر .. أنت يابني لا تسأل .. ولا تستبدل حرف الجيم بحرف آخر فالحج هوَ الحج

الحـج هــوَ ... [ الحـَج ]

فقط تأمل .. فكر .. ابحث .. جاهد .. اسعَى .. وتوكل

بين يدي البحث

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء و المرسلين محمد ، وآله الطاهرين ..

إن هذه الدراسة تدور حول معنى الحج الباطني ، فكل حركة ظاهرية من المناسك في الحج لها معنى من العمق نسعى لأن نوصله إليكم في صورة تجعلكم تدركون حقيقة الحج ، وتكونون في شوق دائم لأداء هذه الفريضة الواجبة ، ونسأل الله تعالى بأن تكونوا إيانا من الحجاج في هذا العام وفي كل عام ..


أولا : الحاج محظوظ !!

قبل كل شيء ، لابد أن ندرك كم وكم مدى سعة حظ الحاج ، لا بد أن تعرف عزيزي القارئ أن الله اختارك أنــت فقط من بين ألف شخص . أتعلم أن عدد المسلمين في العالم يقارب 1.57 مليار مسلم ، وحسب الدراسات بلغة "الإحتمال "توصلنا بأن عدد الذاهبين إلى الحج شخص واحد أي- احتمال واحد- فقط من كل 1000 مسلم ، فأنت أيها القارئ يا من ذهبت إلى الحج ثلاث أو أربع أو خمس مرات أتعلم .. أتدرك .. كم أنت محظوظ ؟.. فأنت قد اختارك الله وفضلك على ألف شخص لأنه يريدك أنت !! قال تعالى (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ من كل فج عميق... )... تأمل معي هذه الآية العظيمة ، قال تعالى (وَأَذِّن فِي النَّاسِ) لماذا لم يقل في المسلمين !!؟ هذا الأمر يجعلك تتأمل في حظك العجيب ، أي أن الله اختارك ليس من بين المسلمين فقط بل من بين كــــل البشـر ،وإلى الآن لم تدرك ما السبب! أدرك أولا ما معنى الحج ، بعدها ستعرف وستهاب لماذا أنت بالذات !!






ثانيا : عظمة فريضة الحج

نكمل ونتأمل الآية السالف ذكرها (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ).الله سبحانه يخاطب ويأمر من بالأذان؟ أيأمر النبي محمد (ص)؟لا ،إن الله يأمر النبي إبراهيم (ع).السر في ذلك أن الحج هي الفريضة الوحيدة المستمرة من زمن النبي إبراهيم (ع) وهي أقدم فريضة في الإسلام.
أليس الله أقرب إلينا من حبل الوريد؟أليس هو القائل : (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).إذًا لماذا كل هذا العناء ... ترك العمل ... ترك الأولاد .. المنزل ... الأصدقاء ... الوطن ... إضافةً للمصاعب خلال السفر ... بُعْد المسافة .. مشقة الطريق .. صعوبة التنقل .. و احتمال الموت.. رغم أن الله تعالى يؤكد في محكم كتابه(يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).

تفكّر .. عزيزي القارئ لماذا أُنزلت سورة كاملة باسم الحج؟ لماذا يتكرر الحج بشكل كبير في القرآن ؟كلُّ هذا يعني بأن الحاج مُقْبل على عمل جليل جدًا .. وإن من الغرابة فريضة كهذه تجمع أركان الإسلام من (الشهادتين / الصلاة / الصوم /الزكاة ).


ولكي نثبت ذلك عمليًا ،نستند إلى الكتاب المجيد من سورة الحج:
أولًا: الشهادتان: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)26*
ثانيًأ:الصلاة: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)27* هذه الآية تتحدث عن الآذان ،باعتبار أن الآذان هو مدخل للصلاة.



ثالثًا:الصوم ، وقبل أن نذكر الآية التي ذكرت هذا الركن .. نريد أن نشير إلى أن "الصبر"، هو بمعنى "الصوم"وذلك في حديث للإمام جعفر الصادق (ع)في تفسير قول الله عز وجل في سورة البقرة: ( إذا نزلت بالرجل النازلة أو الشدة فليصم؛ فإن الله تعالى يقول: (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ) ) كتاب كشف الغطاء (ط.ق) - الشيخ جعفر كاشف الغطاء - ج 2 -


فالاية التي تشير إلى ذلك : (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)
وهنا الإشارة للصابرين حيث الصوم على حسب التفسير المذكور أعلاه ،وإشارة صريحة لفريضة الصلاة ،ولفتة انتباه لفعل الزكاة .

رابعا :الزكاة،وقد أتت بلفظة واضحة في الآية: (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور)وفي هذه الآية نلاحظ التأكيد على الصلاة أيضا.




ومضة للمتفكرين : لماذا الحج يأتي بعد شهرين من شهر رمضان ؟
الجواب: الحج يحتاج إلى تهيئة وتعبئة وتمحيص من الذنوب وفي شهر رمضان يتم ذلك ، والشهرين هي مسافة الطريق لبيت الله الحرام فالله سبحانه وتعالى يريد أن يلقى عبده وهو طاهر نقي !!


تريّث،تنبه ولا تكن من الغافلين الذين يحسبون بأن فريضة الحج من أسهل الفرائض وأنها أمراً عادياً، لا وألف لا ، لم يجعلك الله تأتي وتترك كل الدنيا ورائك إلا لهدف سامي. أي لا تنظر إلى مناسك الحج بعينك بل انظراليها بقلبك! ، فإن كل عمل في الحج له معنى غزير وعميق لا يوصف بل يدرك، يجب أن ينخر فؤادك ويؤثر فيك طوال مسير حياتك.
.
انتبه من غفلتك فالفرصة جدا نادرة ، فإذا فاتتك الفرصة ،فلن تعود إلا في السنة المقبلة ، ولا تتكرر في السنة أكثر من مرة ، فتفكر في عظمة الحج.

يتبع..


المصدر: دورة قلوب ممغنطة – فرقة ولاء المنتظرين – مملكة البحرين

وفقكم الله لكل خير ببركة وسداد أهل البيت عليهم السلام

يا أمير البررة
12-03-2013, 10:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يا كريم
السلام عليك سيدي ومولاي يا بقية الله في أرضهِ ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحسنتم عزيزتي على جهودكم المنظورة بعين الله عز وجل
بارك الله بكم

وفقكم الله لكل خير ببركة وسداد أهل البيت عليهم السلام