عرض مشاركة واحدة
قديم 03-28-2020, 03:16 PM   رقم المشاركة : 1
الأَنْجُمُ الزّاهِرَةُ
مرشدة سير وسلوك
 
الصورة الرمزية الأَنْجُمُ الزّاهِرَةُ








الأَنْجُمُ الزّاهِرَةُ غير متواجد حالياً

افتراضي 🍃في رحاب المناجاة الشعبانية🍃

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يا كريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المناجاة الشعبانية..

يكفي لإثبات حق عليٍّ -عليه السلام-، وفضل عليٍّ، ومنزلة عليٍّ، أن تقدموا أدعيته للآخرين.. فالبعضُ استهوتهُ مدرسة عليٍّ، وعشق علياً، من خلال سماعه لدُعاءُ كُميل؛ تلك المناجاة التي يستحب قراءتها في ليلة الجُمعة؛ لذا علينا أن نقدم للناس هذهِ التُحف: المناجاة الشعبانية، ودعاء كميل، ودعاء الصباح.. فالمناجاة الشعبانية، تختلف عن دُعاء كميل، وتختلف عن دُعاء الصباح.. إن هذهِ الأدعية الثلاث، هي ورودٌ في سلة علي -عليه السلام-، لا في سلته بل في حديقته الغناء.. وهذهِ الأدعية الثلاث، المؤمن يلهج بها طوال السنة، فهي تناسب جميع الحالات: فدُعاء كُميل فيه صيغ استغفار، يقول فيه: (اَللّهُمَّ!.. اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تَهْتِكُ الْعِصَمَ، اَللّـهُمَّ!.. اغْفِـرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ النِّقَمَ).. أما المُناجاة الشعبانية؛ فإنه دُعاءُ الخواص، هُناكَ تحليق في أجواءٍ عُليا، لا يصلُ إليها غيرُ علي -عليه السلام- حيث يقول: (اِلـهي!.. هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ إِلَيْكَ).

- ما معنى الانقطاع؟..

(اِلـهي!.. هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ إِلَيْكَ).. يقال في اللغة: فلان انقطع إلى فلان؛ أي استغنى به عن غيره في أخذ ما يحتاج أو يريد.. إن الإنسان في علاقته مع ربه إذا وصل لهذه الدرجة، بحيث لا يرى مؤثراً في الوجود غير الله تعالى؛ فإنه لا يحتاج إلى الآخرين، فالكل مفتقر إلى رحمته تعالى؟!.. إلا أن الانقطاع له درجات، فقد ينقطع الإنسان إلى الله -عز وجل- في ساعات الإقبال في جوف الليل، أو في أثناء سفرة لحج أو عمرة؛ فهذا ليس هو الانقطاع الكامل.. إن الانقطاع الكامل هو أن ينقطع الإنسان عن كل فرد في الوجود: في كل زمان، وفي كل مكان، وفي كل حال.

- ما هي حجب النور؟..

(وَأَنِرْ أَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها إِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ أَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ).. النور يضيءُ الطريق، فكيفَ تحول إلى حجاب؟.. علينا أن نعلم أنه بعض الأوقات الحجاب الذي يحول بيننا وبين مصدر النور، هذا الحجاب بنفسه نور أيضاً.. والعلمُ هو الحجاب الأكبر!.. فالعلمُ نور؛ ولكنه بالنسبة للبعض يتحول إلى حجاب.. مثلاً: إن كان هناك مؤمن في خلوة مع رب العالمين، يستمتعُ بمناجاةٍ قلبية، هذا المؤمن إن فتحَ كتاباً علمياً وإن كان دينياً؛ فإنه يخرجُ من جوه؛ وعندئذ يتحول هذا الكتاب بالنسبة لهُ إلى حجاب.. فهو كانَ في حديث مع رب العالمين، وهذا الكتاب قطع أنسه!.. فإذن، إن الإنسان يصل في الحركة التكاملية إلى درجة يجتاز الظلمات، فيصل إلى مرحلة النور، وقبل كل ذلك نور العلم.

- ما هو معدن العظمة؟..

(فَتَصِلَ إِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ أَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ).. هل يُريدُ عليٌ -عليه السلام- ما ذكرهُ في وصف المتقين: (صَحِبُوا الدّنيا بِأَبْدانٍ، أَرْوَاحُهَا مُعَلّقَة بِالمَحَلِ الأَعْلى)؟!.. إن هذه النفس إذا اندكت في عالم العرش؛ فقد حققت معنى الفناء، لا الفناء بمعنى وحدة الوجود.. وإنما أن لا يرى الإنسان لنفسه خصوصية في قبال ذلك الوجود الذي غمر نوره كل شيء.

- كيف تكون المناجاة سراً والعمل جهراً؟..

(إِلـهي!.. وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَأََجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ.. فَناجَيْتَهُ سِرّاً، وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً).. هذهِ الفقرة تُناسب السياسيين، وتُناسب المراجع، وقادة الأمة.. أينَ هم من هذهِ الفقرة من مناجاة علي -عليه السلام-؟.. فالإنسان قد يكون قائداً سياسياً، وقد يقود أمة؛ ولكن الإمام يقول: (فَناجَيْتَهُ سِرّاً)؛ أي لهُ خلوات بالليل مع رب العالمين.. وليت قادة الأمم كانت لهم خلوات في الليل، ليسددوا في النهار!.. فكم من السياسيين والقادة، جروا الأمم إلى حافة الهاوية؛ لأنهُ لا بصيرةَ لهم.. فإذن، إن كنت تُريد البصيرة؟.. عليكَ بهذه المناجاة في هذا الشهر الكريم: (فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً).. يقول -عليه السلام- في وصف المتقين: (أَمَّا اللَّيْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ، تَالِينَ لِأَجْزَاءِ الْقُرْآنِ، يُرَتِّلُونَهَا تَرْتِيلًا... وَأَمَّا النَّهَارَ: فَحُلَمَاءُ عُلَمَاءُ، أَبْرَارٌ أَتْقِيَاءُ، قَدْ بَرَاهُمُ الْخَوْفُ بَرْيَ الْقِدَاحِ...) هكذا يُريد منا عليٌ -عليه السلام-.. ومن هنا يتضح موقع صلاة الليل في حياة المؤمن؛ فهو ليلاً يعيش الخلوة مع ربه، إذ يناجيه سراً.. ثم في النهار يعكس آثار ذلك، بالعمل جهراً في خدمة المجتمع.

إن المناجاة الشعبانية هي مُناجاة أهل البيت -عليهم السلام-، يقول ابن خالويه: "إنّها مناجاة أمير المؤمنين والأئمة من ولده -عليهم السلام- كانوا يدعون بها في شهر شعبان".. أي في عصرنا هذا، خيرُ من يلهجُ بمناجاة جده؛ هو ولدهُ المهدي -عجل الله تعالى فرجه-.. وليسَ هُنالك في مناجاتهِ أي إشارة إلى شهر شعبان.. وبالتالي، فإنه بإمكان الإنسان أن يقرأها أو يقرأ فقرات منها في ليالي القدر، وفي قنوت صلاة الليل في الوترِ.. إذ يكفي العبد أن يستجيب رب العالمين له، فقرة من المُناجاة الشعبانية!..

الذوات الطاهرة..

ما هو الدرس العملي من هذهِ الذوات المُباركة الثلاث: سيد الشهداء، والسجاد، وقمر بني هاشم -عليهم السلام-؟.. هذا المثلث المبارك أيضاً هو الذي انبثقَ في أرض عاشوراء، كلهم أبطالً الطف وإلى يومنا هذا، ونحنُ نعيش بركات هذا المُثلث النوراني،

المصدر/ شبكة السراج في الطريق إلى الله

يتبع⬇






التوقيع

🌿النظر كالأكل!🌿

النظر كالأكل، فكأنك تتناول كل ما تنظر إليه. والله يقول: «فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِه» ؛ أي لينظر ما يدخل إلى روحه. فالرؤية ليست مرور مَشاهد من أمام أعيننا. فإن ما ننظر إليه سيدخل بكل ما فيه من دنس وطهارة إلى أرواحنا، وسوف لا يخرج منها بهذه البساطة.
علي رضا_بناهيان

اَللّهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ صَبْراً جَميلاً ، وَ فَرَجاً قَريباً ، وَ قَولاً صادِقاً ، وَ اَجْراً عَظيماً ، اَسْاَلُكَ يا رَبِّ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَ ما لَمْ اَعْلَمْ .





  رد مع اقتباس