مركز نور السادة الروحي
         
 
     

:: مركز نور السادة الروحي ليس لديه أي مواقع آخرى على شبكة الأنترنت، ولا نجيز طباعة ونشر البرامج والعلاجات إلا بإذن رسمي ::

::: أستمع لدعاء السيفي الصغير  :::

Instagram

العودة   منتديات نور السادة > خدمــات نــور الســادة > قسم سؤال وجواب (مختص بالجانب الروحي العام)
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

قسم سؤال وجواب (مختص بالجانب الروحي العام) قسم خاص بالأسئلة والإستفسارات الروحية العامة .

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 08-09-2021, 09:33 PM   رقم المشاركة : 1
نور الصديقة (ع)
موالي فعال







نور الصديقة (ع) غير متواجد حالياً

افتراضي روح الحسين عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم ياعلي مدد

ش
سؤالي [09/08, 10:20 pm] Maidah: اذا كان في زيارة الناحية نقول
اشهد ان دمك سكن في الخلد
اذن وين سكنت روح الامام الحسين عليه السلام الروح أسمى من الدم مع علمي انه لا حياة من دون الدم

ولكم جزيل الشكر والدعوات الطيبة







التوقيع

ياقاهر العدو ياوالي الولي
يامظهر العجائب يامرتضى علي
ياعلي مدد

 
قديم 08-10-2021, 12:01 PM   رقم المشاركة : 2
مجيب السائل
إدارة منتدى نور السادة







مجيب السائل غير متواجد حالياً

افتراضي رد: روح الحسين عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يا كريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقتباس:
اذا كان في زيارة الناحية نقول
اشهد ان دمك سكن في الخلد
اذن وين سكنت روح الامام الحسين عليه السلام الروح أسمى من الدم مع علمي انه لا حياة من دون الدم
- لفهم كامل المطلب يمكنكم الإطلاع على جوابي كل من الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي ، وما ورد في محاضرة لسماحة الشيخ إسماعيل المشاجرة تحدث بها بشكل مفصل عن جزئية سكن الدم . وقد ذكر الشيخ العاملي في جوابه على أحد الأسئلة :-

الرواية التي استشهدتم بها رواها الكليني في الكافي بإسناده عن عدة من الأصحاب ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن زياد بن أبي الحلال ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ما من نبي ولا وصي نبي يبقى في الأرض أكثر من ثلاثة أيام حتى ترفع روحه وعظمه ولحمه إلى السماء وإنما تؤتى مواضع آثارهم ويبلغونهم من بعيد السلام ويسمعونهم في مواضع آثارهم من قريب .
وروى الشيخ الطوسي في التهذيب والمفيد في كتابه المزار نظيرها بزيادة في الأيام،قال : أخبرني الشريف الفاضل أبو عبد الله محمد بن محمد بن طاهر الموسوي عن أحمد بن محمد بن سعيد عن علي بن الحسن ابن فضال عن أخيه أحمد عن العلا بن يحيى أخي مغلس عن عمرو بن زياد عن عطية الابزاري قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : لا تمكث جثة نبي ولا وصي نبي في الأرض أكثر من أربعين يوماً .
وقد روى الرواية الأولى الشيخ الصدوق في كتابه (من لا يحضره الفقيه) وهي مدعومة بأخبار مثلها في دلالتها ومضمونها الدال على بقاء أجسامهم الشريفة في قبورهم، لذا وقع الاضطراب في كلمات العلماء المتقدمين في حلها والجمع بينها وبين ما دل على أن أجسامهم الشريفة لا تبقى أكثر من ثلاثة أيام أو أربعين يوماً؛ من هنا حملها كلّ فقيه على محمل معيَّن بحسب نظره في كيفية الجمع بين الأخبار المتعارضة، لذا قال العلامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول (ج 8 ص 284 من كتاب الحج):" وفيه إشكال من جهة منافاته لكثير من الأخبار الدالة على بقاء أبدانهم في الأرض كأخبار نقل عظام آدم ، ونوح ، ويوسف عليهم السلام ، وبعض الآثار الواردة بأنهم نبشوا قبر الحسين عليه السلام فوجدوه في قبره عليه السلام وغيرها، فمنهم من حمل أخبار الرفع على أنهم يرفعون بعد الثلاثة ثم يرجعون إلى قبورهم، وقيل : لعلها صدرت لنوع من المصلحة التورية لقطع أطماع الخوارج الذين كانوا يترصدون نبش قبورهم ، ويمكن حمل أخبار نبش العظام على أن المراد بها نبش الصندوق المتشرف بعظامهم وجسدهم ، أو أن الله تعالى ردهم إليها لتلك المصلحة ، أو يقال إنهم لم يرفعوا لعلمه تعالى بأنهم سينقلون فيكون مخصوصا بغيرهم والله يعلم .
كيفية جمعنا للأخبار المتعارضة في الأخبار المتقدمة بما يلي:
ما أفاده العلامة المجلسي رحمه الله تعالى غير سديد بسبب عدم كونه رافعاً لأصل الإشكال الوارد في ذيل رواية الكافي عن زياد بن أبي الخلال وهو قول الإمام عليه السلام:".. حتى ترفع روحه وعظمه ولحمه إلى السماء وإنما تؤتى مواضع آثارهم ويبلغونهم من بعيد السلام ويسمعونهم في مواضع آثارهم من قريب"؛ إذ إن عامة الاحتمالات التي أشار إليها ـــ عدا الاحتمال الأول ـــ لا تفي بحلّ الإشكال الوارد في ذيل رواية زياد المتقدمة، كما لم تحل مشكلة الأربعين يوماً التي لم يتعرض لها العلامة المجلسي رحمه الله..لذا فإن الصحيح في الجمع هو ما يلي:
إن الله تبارك ذكره يرفع أجسامهم بعد موتهم عليهم السلام بثلاثة أيام أو أربعين يوماً، ثم يردها إلى مواضعها بعد ذلك، وتكون زيارة المؤمنين لمواضع آثارهم مخصوصة بأيام الرفع وليس في كل الأيام مدى الدهور والأزمان، أي حينما يموت واحد منهم يرتفع جسمه إلى باريه تعالى بعد ثلاثة أيام أو أربعين يوماً للتشرف بلقاء الله تعالى لنورانية أجسامهم وقدسيتها، فيباركها ويقدسها كما كان يباركها ويقدسها في الحياة الدنيا، بل لعلّ المباركة والتقديس يكون أكثر من باب المكافأة والجزاء الأوفى؛ أو يكون الانتقال إلى عالم السماء لكي تزورها الملائكة عن قرب وتتبرك بها، وفي هذه المدة الانتقالية تكون زيارة المؤمنين لقبورهم هي زيارة لقبور خالية من أجسامهم الشريفة في تلك المدة الانتقالية، فهم زائرون لمواضع أجسامهم المعبر عنه في الرواية بـ"مواضع آثارهم" وليس لأجسامهم الشريفة.
وتبقى معضلة في فهم معنى ما ورد في الرواية من أن أرواحهم ترتفع مع أجسامهم بعد ثلاثة أيام في حين أن الأرواح تنتقل إلى السماء مباشرة بعد موت الجسم.
وبعبارة أُخرى: إن الروح تصعد إلى بارئها بعد أن يقبضها ملك الموت ، فما معنى بقائها في الأرض مدة ثلاثة أيام ؟ !؛ والإجابة عليها سهلٌ من ثلاث جهات:
(الجهة الأولى): أن نحمل لفظة "روحه" الواردة في الخبر على الروح الإنسانية القدسية، فهذه تنتقل إلى الله مباشرة ثم ترد إلى القبر الشريف، ثم تعود مع الجسم إلى الملأ الأعلى.
(الجهة الثانية): أن نحمل لفظة "روحه" على معناها المعروف من الروح الإنسانية، فهذه تبقى مع الجسد في القبر فوق رأس الميت طيلة هذه المدة من دون أن تحلَّ فيه .
(الجهة الثالثة): أن نحمل لفظة "روحه" على الروح الحيوانية التي يتغذى بواستطها الجسم، فهذه هي التي تنتقل مع الجسم بعد ثلاثة أيام من موت المعصوم عليه السلام؛ والحمل الثالث أرجح من الأول والثاني، إذ إن الأول ليس عليه شاهد يؤيده من الأخبار بحدود اطلاعنا؛ والثاني ثمة إشارات من الأخبار تدل عليه حسبما نتذكر ولم يسعفنا الوقت للتنقيب في المصادر الحديثية، فهو ــ على فرض صحته ــ عام لكلّ الناس إلا الأنبياء والأوصياء والأولياء من آل محمد (سلام الله عليهم) فإن أرواحهم المقدسة تنتقل إلى بارئها مباشرة؛ والله العالم.
وأما طريق جمع الأخبار المتفاوتة بين الثلاثة والأربعين، فهو للدلالة على التفاوت في درجاتهم، فالأنبياء ترفع أجسامهم بعد أربعين يوماً، بينما ترفع أجسام أهل بيت العصمة (سلام الله عليهم) بعد ثلاثة أيام، وذلك لشدة محبة الملأ الأعلى لهم وشوقهم إلى طينتهم المباركة التي هي أجسامهم الشريفة التي خلق الملائكة من فاضلها.
وبعبارة أُخرى: إن زيارة الشيعة في زمان موت أهل البيت عليهم السلام هي زيارة لمواضع آثارهم في أوقات الرّفع؛ فتكون زيارتهم لقبورهم يوم شهادتهم هي زيارة لمواضع أجسامهم، وهو خاص بوقت شهادتهم وليس مطلقاً، وهذا ما أكدت عليه الأخبار الدالة على أن الدود لا يأكل لحومهم الشريفة، كما ورد في الفقيه للشيخ الصدوق عن مولانا الإمام الصّادق عليه السّلام قال:" إنّ اللَّه عزّ وجلّ حرّم عظامنا على الأرض وحرّم لحومنا على الدّود أن يطعم منها شيئا .
وقال النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم حياتي خير لكم ومماتي خير لكم ، قالوا : يا رسول اللَّه وكيف ذلك قال عليه السّلام : أما حياتي فانّ اللَّه عزّ وجلّ يقول: وما كان اللَّه ليعذّبهم وأنت فيهم، وأمّا مفارقتي إيّاكم فانّ أعمالكم تعرض علىّ كلّ يوم فما كان من حسن استزدت اللَّه لكم وما كان من قبيح استغفرت اللَّه لكم ، قالوا : وقد رحمت يا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله يعنون صرت رميماً فقال عليه السّلام : كلَّا إنّ اللَّه تبارك وتعالى حرّم لحومنا على الأرض أن يطعم منها شيئاً.
والحمد لله رب العالمين اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجِّل فرجهم بقائمهم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


وقد ذكر الشيخ المشاجرة في محاضرته ...


جاء في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)‪:‬
(‪ ‬اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وِتْرَ اللهِ الْمَوْتُورَ فِي السَّماواتِ وَالْاَرْضِ، أَشْهَدُ أَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الْخُلْدِ وَاقْشَعَرَّتْ لَهُ أَظِلَّةُ الْعَرْشِ، وَبَكى لَهُ جَميعُ الْخَلائِقِ ).
‪ ‬
هذا النص الشريف رواه المحمدون الثلاثة، محمد بن يعقوب الكليني ومحمد بن علي الصدوق ومحمد بن الحسن الطوسي، فرواه أصحاب الكتب الأربعة . رواه الشيخ الكليني عن جملة من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) منهم المفضل بن عمر ويونس بن ظبيان والحسين بن ثُوَيْر وآخرين، كلهم يروونه عن الإمام الصادق (عليه السلام)، وهي زيارة مطوّلة من ضمنها هذا المقطع (أَشْهَدُ أَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الْخُلْدِ)، وقد أثار هذا المقطع تساؤلاً، إذ ما معنى أن يسكن دمه ( عليه السلام ) في الخلد؟ طبيعة الدم أنه يجري في الأرض أما أن يسكن في الخلد، فما هو المقصود من الخلد؟ وكيف يمكن تصوير أن دم الإمام الحسين (عليه السلام) سكن في الخلد؟
‪ ‬
- يطرح العلماء (رضوان الله عليهم) عدّة تصوّرات وعدّة معانٍ ترتبط بهذا المقطع الشريف‪:‬

-المعنى الأول: ما ذهب إليه جملة ممن تعرض إلى هذه الزيارة الشريفة فقالوا إن المعنى كِنَائِيٌّ، أي أنها صورة مجازية بلاغيّة تشير إلى عِظَم مصاب سيد الشهداء (عليه السلام)، فكأنّ هذا النصّ يشير إلى نصوص أخرى تحدّثت عن عِظَم المصيبة، ومنها أن (السماء بكت دمًا على الحسين) ومنها أنه (ما رُفع حجر يوم عاشوراء إلا ووُجِدَ تحته دمٌ عبيط)، فيكون النص إشارةً إلى عِظَم المصيبة، وهذا أمرٌّ أقرّ به كل علماء المسلمين، فمصيبته (عليه السلام) أبكت السماوات والأرض، وبكاء السماء دمًا روته العامة قبل الخاصة. يقول ابن سيرين: أخبرونا أن حمرة الشفق ما كانت قبل قتل الحسين (رضي الله عنه)، ولعله يريد ازدياد حمرة الشفق، إذ إنّ الحمرة المغربيّة موجودة منذ أول الدهر، فيقول إنّ الحمرة ازدادت بعد شهادة الحسين (عليه السلام) أو قل حصلت الزيادة في فترة إشارةً إلى هول المصيبة. ذكر صاحب الطرائف أن مسلمًا في صحيحه بداية الجزء الخامس في فضائل الإمام الحسين (عليه السلام)، ذكر من فضائله في شرح (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ)، أن السماء بكت دمًا بعد مقتل الحسين بن علي (رضي الله عنه)، وهذا النص تجده في أغلب تفاسير الجمهور، فالطبري في تفسيره لهذه الآية ينصّ على أن السماء بكت دمًا على الإمام (عليه السلام)، وكذا جاء ذلك في تفسير القرطبي وتفسير النيسابوري وتفسير البغوي وتفسير الثعالبي وتفسير ابن عبد السلام وتفسير السيوطي، وفي كتب الحديث جاء في المصنف لابن أبي شيبة والمعجم الكبير للطبراني.
‪ ‬
-المعنى الثاني: ليس معنى مجازيًّا بل معنى حقيقيًّا، أي أن دم الإمام الحسين (عليه السلام) سكن حقيقةً في الخلد، وذلك أن كربلاء من الخلد، وبيانه: جاءت روايات تبيّن أنّ بعض بقاع الأرض هي من رياض الجنة، فمن ذلك ما عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة)، وعنه (صلى الله عليه وآله) مخاطبًا أمير المؤمنين عليًّا (عليه السلام): (قبرك وقبور وُلدك رياض من رياض الجنة وعرصات من عرصات الجنة)
▪وقد اختلف العلماء في تفسير ذلك:
▫المعنى الأول: ما عن بعض علماء الجمهور حيث قالوا إن المراد أن صاحب القبر من أهل الجنة لورود الرواية: (القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار)، وقد استدلّ دار الإفتاء في الأزهر بهذه الرواية على رجحان زيارة قبور أهل البيت (عليهم السلام)، وأحد المفتين في دار الإفتاء هذا يقول: لا ينبغي لمسلم أن يرتاب في استحباب وندب ورجحان زيارة قبور أهل البيت، فقبورهم أفضل القبور بعد قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا يرتاب مسلم في أن قبورهم رياض من الجنة. هذه هي الفطرة السليمة لكل مسلم والتحسس من زيارة قبور الأولياء لا وجه له ولا يستند على مستند صحيح.
▫المعنى الثاني: ما ذكره بعضهم أن المعنى كونها بابًا إلى الجنة، فعبادة الله بين قبر النبي (صلى الله عليه وآله) ومنبره هو باب موصل إلى الجنة.
▫المعنى الثالث: ما ذهب إليه بعض علمائنا أن قبورهم قطعة حقيقية من الجنة، لكنّا لا نرى الحقيقة الغيبية والملكوتية لهذه البقاع، فأنت إذا زرتَ قبر الحسين (عليه السلام) وجدتَه بقعةً من هذه الأرض ، لكن لو كُشف لك الغطاء لرأيتَ الملائكة تنزل إليه في كل حين وآن ، فهي أرضٌ وافدة من عالم الملكوت والآخرة ، وعلى ذلك، فدم الحسين (عليه السلام) سكن كربلاء ، كربلاء التي هي من جنة الخلد، فيكون دمه (عليه السلام) قد سكن الخلد.‪ ‬
‪ ‬
-المعنى الثالث: ما ذهب إليه بعض الأساتذة حيث يقول إن هذا النص يشير إلى عظمة الأجساد الطاهرة للمعصومين (عليهم السلام) والخصوصيات التي خصّ الله بها هذه الأجساد ، وقد أشار القرآن إلى خصوصيات أجساد بعض أولياء الله كالأنبياء ، فقد وصف جسد عيسى (عليه السلام) بالبركة: (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا‪ ‬أَيْنَ مَا‪ ‬كُنتُ)، ومان من بركته أنه إذا مسّ جسدُه مريضًا يبرأ وإذا وضع يده على الميت يُحييه بإذن الله. فإذا كان هذا حال جسد عيسى (عليه السلام) فكيف هو جسد من يفوق عيسى في الفضل والكرامة والبركة أعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد جاءت بعض الروايات التي بينت بعض خصوصيات جسده الشريف منها: (تنام عينه ولا ينام قلبه)، ومنها: (يرى من خلفه كما يرى من أمامه)، وقد والحسين وعترته هم ورثة رسول الله (صلى الله عليه وآله) نسباً ومنصباً ، فدم الحسين (عليه السلام) هو دم رسول الله (صلى الله عليه وآله)،ومن هنا طهرت بعض هذه الخصائص على أجسادهم المباركة ، فقد ورد في الخبر عن الإمام الرضا (عليه السلام): (إن الله حرّم أجساد ذرية رسول الله على السباع)، ويعلّق البعض ذاكرًا علّة محتملة لذلك وهي ألا تختلط هذه الأجساد بغيرها، فالإنسان إذا مات يتحلّل جسده في التربة ويصير جزءًا من مواد تدخل في تصنيع بعض النباتات، فيأكلها إنسان آخر وتصير جزءًا منه، وهنالك شبهة تطرح في باب المَعَاد تٌسمى شبهة الآكل والمأكول، مفادها أن الإنسان بعد موته يصير جسده جزءًا من أجساد آخرين، فحين يُبعث هذا الجسد يوم القيامة يُبعث تبعًا للجسد الأول أم الثاني؟ ويطرح العلماء لذلك أجوبة عديدة ، ولسنا هنا بصدد الإجابة عن هذه الشبهة ، لكن أجساد المعصومين (عليهم السلام) لا يمكن أن تحلّ في أجساد الآخرين بهذا النحو ، لأن أجسادهم المعصومة الطاهرة لابد أن لا تتلوث بمعصية العصاة ، لذا لعل من الخصوصيات التي أختصهم بها أن لا تختلط أجسادهم بأجساد غيرهم ، وما رُوِيَ عن الحسين (عليه السلام): (كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء) يفسّره العلماء بأن المراد من العسلان ليس الذئاب الحقيقية بل ذئاب البشر، وهي كناية عن قتل الأمويين للحسين (عليه السلام) وتمزيق جسده الشريف كما تمزّق الذئاب فريستها. لذا، فأجساد الأنبياء والأولياء يحفظها الله في القبر أو يرفعها إليه كما هي. فيكون معنى ما جاء في الزيارة أن هذا الدم الذي سال على أرض كربلاء شاء الله أن يرفعه إليه ويجعله في مقام الخلد، ويؤكّد ذلك ما رُوي أن الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء كان يجمع دمه ويرمي به إلى السماء.‪ ‬
‪ ‬
-المعنى الرابع: ما يذكره بعض الأعلام من المراجع المعاصرين، وهو أن روح الإمام الحسين (عليه السلام) سكنت فوق الخلد، ويتّضح ذلك ببيان مقدمات‪:‬
-المقدمة الأولى: يوجد تلازم بين الروح والجسد، والروح مخلوق إلهي أمري (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)، أما الجسد فمخلوق ناسوتي مادي، الروح تشدّ الإنسان إلى السمو والعلو والجسد يشدّه إلى التراب والتسافل، ولذلك يوجد الصراع عند الإنسان بين كمالات الروح ورغبات الجسد.
-المقدمة الثانية: يوجد ارتباط بين الروح والجسد ليس في الخلقة فقط بل في الحركة أيضًا، ففي مدرسة الحكمة المتعالية أقام الفلاسفة براهين على وجود حركة جوهرية يمر بها الإنسان، فكل إنسان يخلقه الله على صورة بشرية لكن حركة روحه التي تدعوه إلى التكامل تشده إلى الله، فكلما اقترب من الله تحرر جسده من السفل فتتسامى صورته النوعية ، وقد يتسافل مع جسده فتنشد روحه إلى السفل فتتسافل صورته النوعية ، وقد ورد في الرواية أن الإنسان (إذا أطاع الله فاق بفضله الملائكة)، وقد يطيع الإنسان الشيطان فيتسافل إلى حالة البهيمة ، يقول الله تعالى: (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا)، وقد ورد في الروايات أن الإنسان يُحشر -بعد حركته الجوهرية، إما حركة علوّ أو تسافل- بما يناسب عمله، فالنمام (القتّات) يُحشر في صورة القرد، والمنافق يُحشر وله وجهان، في حين أنّ من يطيع الله سبحانه يُحشر في مرتبة تفوق مرتبة الملائكة.
-المقدمة الثالثة: متى ما ارتقى الإنسان بروحه ارتقى معه جسده، وكلما اقترب من عالم الملكوت صار جسده يشابه أجساد الملائكة. والحسين (عليه السلام) إمام معصوم لم يعصِ الله طرفة عين أبدًا، فلا ريب أن روحه تسامت وجسده تسامى أيضًا، وهذا ما تشير إليه الزيارة ، حيث أن جسده ودمه عليه السلام ارتفع إلى الخلد وأما روحه فصارت فوق الخلد.‪ ‬
‪ ‬
-المعنى الخامس: وهو ما نتبنّاه، فنقول إن الزيارة لا تتحدث عن عالم غيبي بل عن عالم دنيوي، وشاهد ذلك تفريق القرآن بين (الخُلد) و (الخلود)، فالخلود هو الخلود في عالم الآخرة، وأما الخلد فهو الخلد في الدنيا، ويدل على ذلك أن القرآن حينما يتحدث عن الخلد دائمًا يشير إلى الدنيا أو بالتحديد إلى عالم الملك وليس عالم الملكوت وهي العوالم التي تدنو عالم الملكوت، ففي الآيات التي تتحدث عن آدم (عليه السلام) يخاطبه إبليس: (قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ)، فالقرآن -إذًا- يستعمل الخلد للإشارة إلى الخلد الدنيوي، وبذلك يصبح المعنى واضح، فالإمام الحسين (صلوات الله عليه) أعطاه الله مقامات عديدة، كمقام الرضوان (وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ)، ومقام الخلود في عالم الملكوت منذ استشهاده، ومما أعطاه الله مقام الخُلد الدنيوي الذي لم يشاركه فيه أحد من الشهداء. الأمم قدمت الكثير من الشهداء، والأمة الإسلامية فيها شهداء عظماء أشاد النبي (صلى الله عليه وآله) بهم، كحمزة سيد الشهداء وجعفر سيد الشهداء، لكن لما استشهد الإمام الحسين (عليه السلام) صار سيد الشهداء على الإطلاق. شهادة الحسين (عليه السلام) خاصّة ودمّه خاصٌّ وأعطاه الله الخلد في الدنيا، وسيبقى دمه مؤثّرا على مرور العصور وكرور الدهور ، وهذا المقام هو الذي أشار إليه عليه السلام في قوله ( لن تشذ عن رسول الله لحمته ..)

الله أيّ دمٍ في كـربــــــــلاء سُـــفِــكَـا
لم يجرِ في الأرض حتى أوقفَ الفلكَا
‪ ‬
دم الإمام الحسين (عليه السلام) حينما سال كانت له آثار ملكوتية عظمى وواحدة من المقامات التي حظي بها هذا الدم أنه سكن الخلد بمعنى أنه صار خالدًا على مستوى الملك وعلى مستوى الملكوت. في عالم الدنيا سيبقى دم الحسين (عليه السلام) يتجدد في كل عام ويحرك الناس للاحتفاء بهذه الشهادة. وقد مضى الحسين (عليه السلام) إلى *********عه وهو عالم بما سيجري عليه مطمئنٌّ ثابت الجنان، فقد رُوي عنه أنه قال: (وخِيرَ لِي مَصْرَعٌ أَنَا لاَقِيه) إلى أن يقول: (لَنْ تَشُذَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ لِحْمَتُهُ وَإِنَّهَا لَمَجْمُوعَةٌ لَهُ فِي حَضِيرَةِ الْقُدُس، تَقَرُّ بِهَا عَيْنُهُ وَيُنْجزُ بِهَا وَعْدُه)، فهنالك وعد إلهي نبوي كان يخطو الإمام إليه.


والله أعلم

وفقكم الله لكل خير ببركة محمد و آل محمد عليهم السلام

(يا علي يا علي يا علي(313))






التوقيع

روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال « لا تُعادُوا ما تجهلون؛ فإنّ أكثر العِلمِ فيما لا تعرفون »
( غرر الحكم / ح 10246 ).

 
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 08:43 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.