قبسات من نور " سؤال و جواب "

[عماد الأصفياء]

السؤال : ما هي ضوابط النقش على الأحجار ؟

السيد الحيدري :
لا ننصح أخي الكريم بوضع نقش على الأحجار ، لأن الحجر المنقوش سيكون عرضة للمس دون طهارة و أيضاً قد يدخل حامله للأماكن غير الطاهرة سهواً . وإذا حرصتم على الطهارة فقد يمسه غيرك ممن يعيشون معك جهلاً بالحكم الشرعي وهو حرمة مس الأسماء المقدسة .

[عماد الأصفياء]

السؤال : ما طبيعة المس الشيطاني و مقدار تأثيره على الجسد و الروح ؟

بضعة فاطمة الكبرى :
- المس وهي حالة من الضرر يسببها الجن الشيطاني للشخص وتظهر دلائلها بشكل مرض روحي وأحياناً يصاحبها ظهور بعض الكدمات بألوان مختلفة وقد ترافقها حرارة في المنطقة المتضررة ، ولابد من الإشارة إلى أن المس عارض خارجي يصيب الشخص وهو أشبه بالضربة وقد يصاحبه زيادة في الوساوس النفسية . { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [البقرة : 275 ]

[عماد الأصفياء]

السؤال : كيف أحافظ على المكتسبات النورانية و الرقي الروحي ؟

بضعة فاطمة الكبرى :
- بالرغم من أن السعي للوصول للهدف المنشود طريقه صعب ومهم لكم ، لكن الأهم من ذلك هو الثبات ما بعد الوصول لكل مرحلة ، فأقل هفوة أو تخاذل أو تفاخر وغرور قد تعيدكم لمرحلة سابقة إذا ما أعادتك للبداية ، لذى عليكم الإلتزام بآداء العبادات بإخلاص والتمسك بأهل البيت ( عليهم السلام ) والتخلق بأخلاقهم عليهم السلام ، والبعد عن المعاصي .

لذلك عليكم المحافظة على ما وصلتم إليه في كل مرحلة لكي تتمكنوا من الإرتقاء للمرحلة التي بعدها والأخرى التي تليها ، ولابد أن تواجهوا في كل مرحلة من هذه المراحل إمتحان مختلف بين فترة وأخرى ومنها إختبار لإستدراجكم للمعاصي ، أو إحداث حالات الفتور في آداء العبادات ، أو لتواضعكم في كيفية التعامل مع الآخرين ، ولكي تتمكنوا من تخطي هذه المحن التي تعترضكم إعتبروا كل محنة على أنها إختبار لكم ولصبركم وفي كيفية تخطيكم لهذه المشاكل ، وما تزيدكم كل هذه الأمور إلا خبرة أوسع ومقدرة أعمق وتواضعاً أكبر ومن خلال ذلك كله تسمو روحكم وترتقي أكثر وبثبات على الطريق الصحيح طريق أهل البيت ( عليهم السلام ) .

[عماد الأصفياء]

السؤال : هل هناك مؤشرات تدل على الشفاء من المرض الروحي ؟

بضعة فاطمة الكبرى :
- تظهر المؤشرات البدنية عند ملاحظة الفرق بين ما كان عليه سابقاً قبل أداء العلاج وما هو عليه من بعد إكماله من الراحة البدنية والصحة بشكل عام وخفة الحركة ، أي خلاف ما كان عليه سابقاً .

[عماد الأصفياء]

السؤال : هل أكل التمر على الريق يقوي الهالة النورانية ؟

بضعة فاطمة الكبرى :
- ليس كل أنواع تمر ، وذكرت الفوائد الروحية لعجوة المدينة المنورة فهي بذلك تزيد من الهالة النورانية وتقي المؤمن من شر السحر والشيطان الرجيم ، روي عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (( من أكل في كل يوم سبع تمرات عجوة على الريق من تمر العالية لم يضره سم ولا سحر ولا شيطان )). الكافي - الشيخ أبى جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني الرازي ج 06

[عماد الأصفياء]

السؤال : هل لابد من العلاج الروحي للعارض أم أنه يزول مع الوقت بدون علاج روحي ؟

بضعة فاطمة الكبرى :
- يزول العارض عند الإستمرار على الإلتزام الديني وأداء العبادة وقراءة القرآن الكريم وزيارة المراقد المقدسة لأهل البيت (عليهم السلام) وقراءة الأدعية المباركة .

[عماد الأصفياء]

السؤال : من معلوماتي أن ضرر الشيطان يصيب الروح و ليس الجسد ، فلماذا يحس المصاب بالام جسدية اثناء العلاج او الحضور النوراني ؟

السيد الحيدري :
***الضرر يصل للروح والبدن ، فقد يقع الضرر للبدن مباشرة وقد يكون في الروح ويتأثر البدن بالضرر الذي يصيب الروح بسبب ترابطهما الوثيق ، وما يحدث أثناء العلاج هو محاولة تعطيل الشياطين لعنهم الله لسير العلاج بشكله الصحيح لكل شخص أراد آداء العلاج لنفسه أو لغيره وهذا يكون بسبب ضعف التحصينات . أما الخيالات والأوهام والوسوسة وغيرها من متعلقات الفكر أثناء القيام بالعلاج فيكون سببها الشياطين لعنهم الله سواء بفعلهم المباشر مثل الوسوسة أو بسحرهم كالخيالات والأوهام .

[عماد الأصفياء]

السؤال : هل هناك حيوانات عند عالم الجن يمكن ان تصيب الانسان بالضرر ؟

السيد الحيدري :
***قال تعالى عز من قائل بسم الله الرحمن الرحيم (( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً )) [الإسراء : 64] ، هذا شيء وارد حسبما ذكر في الآية الكريمة .

[عماد الأصفياء]

السؤال : ما هي علاقة البكتريا والفطريات والفيروسات بالشياطين و السحر ؟

السيد الحيدري :
***ما هو ظاهر في هذه العلاقة بين الشياطين ( لعنهم الله ) والكائنات المجهرية هي مصاحبة تكاثر هذه الأحياء مع وجود السحر وتوفر الوسط المناسب الناقل لهذه الكائنات الذي يوجده الشياطين ، وقدرة الشياطين ( لعنهم الله ) تكمن في تفعيل زيادة عدد الفطريات في جسم الإنسان التي تكون موجودة بالأصل من خلال السحر أو مرض بدني غير ظاهر ، أو دفع الإنسان لمواطن الوباء فيصيبه المرض أو دفع آخرين للإقتراب منه لنقل الفايروسات . والعلاج الروحي في هذه الحالات لابد أن يقضي على المسبب السيء الأساسي ( السحر ) حتى تزول الأعراض الظاهرة مثل نمو الفطريات أو وجود فايروسات في الجسم . ووجه العلاقة الآخر أن فعل الشياطين لعنهم الله مشابه لفعل الفطريات والبكتيريا الضارة ، حيث أنهما يتشابهان في الكثرة العددية ، والإحتجاب عن نظر البشر ، وإلحاق الضرر بالبدن والروح .

[عماد الأصفياء]

السؤال : لماذا جميع السالكين بالمدرسة الروحية لهم نفس السور و الورد و الأعمال مقارنة مع المدارس الروحية الأخرى ؟

السيد الحيدري :
***يمكن القول أن في علاج أمراض القلوب لدى المؤمنين هو أن يتم كلًُ علاج على حده ، فالغضب له علاج خاص والرياء كذلك وحب الدنيا و الذات...ألخ ، والقراءات الخاصة لكل إنحراف قلبي أو روحي يعيّنها المرشد الروحي طبقاً لما يراه في الحالة وما يسرده صاحب العلاج من تفاصيل حول مشكلته من واقع حياته هنا يكون كل علاج مختلف وكل قراءة مختلفة عن الأخرى ، أما في المدرستين وفي هذا المنتدى فالتنقية الروحية شاملة لما يعتري القلب من أمراض علاوة على أن الأعمال تواكب التغيرات الروحية التي يمر بها كل سالك - في حالة إلتزامه بالأعمال - عبر سيره في ثلاث برامج مختلفة وليست متشابهة . وفي كل تغير روحي جديد لدى المنتسب سيولد لديه إستعداد روحي للبرنامج التالي . أي الإختلاف هنا يكون بين العلاج الفردي في الشق الأول من الجواب والعلاج الشامل والتنقية الروحية في المدرستين .

[عماد الأصفياء]

السؤال : ما معنى المس الروحاني ؟

بضعة فاطمة الكبرى :
المس الروحاني : قال تعالى عز من قائل بسم الله الرحمن الرحيم (( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ )) [الأعراف : 201] ، (( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )) [البقرة : 275] ، والمس ضرر يصاب به الشخص بفعل الشيطان الرجيم ويؤدي لعدة إختلالات روحية والتي تحتاج لعلاج روحي .

[عماد الأصفياء]

السؤال : ما معنى التعب الروحي ؟

بضعة فاطمة الكبرى :
التعب الروحي : هو وهن يصيب الروح لعدة أسباب ، فكما يشعر البدن بالتعب والإرهاق ويحتاج للراحة والعلاج كذلك هي الروح تحتاج للعلاج وما يشعرها بالراحة .

[عماد الأصفياء]

ما معنى الفتور العبادي ؟

بضعة فاطمة الكبرى :
الفتور العبادي : هو الشعور بالنفور وعدم الإقبال على أداء الأعمال العبادية ، وقد يقبل المؤمن على العبادات ولكن يفتقد لحالة التوجه والخشوع والطمأنينة عند آداء العبادات كما كان سابقاً .

[عماد الأصفياء]

السؤال : عدم رؤيتنا للجن هل هي مكانية و زمانية ؟

السيد الحيدري :
*** أقتضت الحكمة الإلهية إيجاد هذا العزل والحجاب الإلهي على مستوى الحواس البصرية و السمعية والشمية واللمس للبشر في تمكنهم بالإحساس بعالم الشياطين ( لعنهم الله ) على الرغم من تواجدهم حولنا وكونهم يعيشون في أفق موازي لأفقنا على هذه الأرض ، أي أن الحجاب العازل للإحساس بوجودهم هو من جانب واحد وهو الجانب البشري ، والبشر وضعوا في موضع الإفتتان بإيعاز من الشياطين ( لعنهم الله ) من خلال الوسوسة فمن الطبيعي أن يلازم هذا الإفتتان طبيعة الخفاء فالعدو غير الظاهر أقوى مكيدةً وأشد بأساً ، وهذه الحكمة كانت وما زالت عبر الزمان تُخضع العين البصرية للقوانين المادية وعدم إقتحام العوالم الأخرى ، وأما المكانية فهم يتمتعون بغطاء بصري يعزلهم الحجاب الرباني بمعزل عن بني البشر في عالم الدنيا وعلى هذه الأرض ، وهذه القاعدة العامة . أما الإستثناءات فيما يتعلق ( بالرؤية ) فهي : -

1- إما أن يرى المؤمن هذه الأجسام بعينه البرزخية وبنور الله عز وجل وهي التي تتلائم قدرتها الإبصارية مع العوالم والأحياء المختلفة بخلقتها والتي لا يمكن رؤيتها بالعين المادية .
2- رؤية تكون بفعل الشياطين ( لعنهم الله ) عند قيامهم بأعمال وبفعل تأثير السحر يظهرون بها للعين البشرية المادية وتكون حينها قادرة على رؤيتهم وذلك لعدة أسباب إما لإدخال الرعب في قلوب المؤمنين أو لتأكيد وجود أو لإستظهار قوة عند ظهورهم لمرأى العين العادية .
3- رؤية محدودة لأولياء الشياطين من الأنس في قدرتهم على رؤية بعض الأمور التي لا تُرى بالعين المادية وتكون بفعل الشياطين ( لعنهم الله ) .

[عماد الأصفياء]

السؤال : هل يمكن ان تكون العين البرزخية مفتوحة و لكن صاحبها لا يدري ؟

***رؤية العوالم الأخرى ملازم لوجود العين البرزخية وعند بدء ظهور نور هذه العين تكون القدرة لدى صاحبها بفتحها متى ما شاء وغلقها كذلك وهي على درجات في قدرة الإبصار ، وعدم القدرة على الرؤية هي دلالة لعدم وجودها . وغلق العين البرزخية وفتحها له عدة جوانب :-

1 -أن تغلقها وتعيد فتحها مع وجودها بكامل طاقتها الإبصارية .
2- أن تغلقها وتعيد فتحها مع قدرتها الضعيفة في رؤية العوالم الخفية .
3- أنها تفتح لمرة واحدة أو عدة مرات فقط خلال فترات يكون بها المؤمن في أوج توجهه وخشوعه وهذه الرؤية لا تخضع لسيطرة المؤمن على العين البرزخية ، وقد لا تتكرر هذه الرؤية بسبب إدبار العابد عن عبادته وبعده عن الله عز وجل .
4 - أنها تُغلق بذاتها دون القدرة على الرؤية مرة أخرى بفعل الذنوب ولكنها تعود كما كانت بفعل تزكية النفس والعودة لله عز وجل ، وفي هذه الحالة إمكانية عودتها غير مؤكدة ، فكأن المؤمن في هذه الحالة قد جحد نعمة ربه بعد أن تبينت له الحقائق .
5 - أنها تُغلق بذاتها دون القدرة على الرؤية مرة أخرى وهذا بفعل الذنوب والبعد عن الله عز وجل فيفقدها المؤمن تماماً .

[عماد الأصفياء]

السؤال : ماهي العين البرزخية ؟

السيد الحيدري :
*** العين البرزخية : هو مصطلح يحمل معنى مجازي للقدرة الإدراكية المبصرة لعينين يحملهما المؤمن في قلبه يرى بهما ما وراء الطبيعة وما يحول بيننا وبين حجاب البرزخ ، وهي نعمة نورانية من نور الله عز وجل تمنح للمؤمنين وتزيد عمق الرؤية لديهم بالنور الرباني الجديد فيكون الله تعالى بصره الذي يبصر به . قال تعالى في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )) [الحج : 46] . روي عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : ( ألا إنَّ للعبد أربع أعين : عينان يبصر بهما أمر دينه ودنياه ، وعينان يبصر بهما أمر آخرته ، فإذا أراد الله بعبد خيراً فتح له العينين في قلبه فأبصر بهما الغيب في أمر آخرته ) (الخصال 1 / 240 ح 90 باب الأربعة ) . روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : (( مَا مِنْ عَبدٍ إلاَّ وفي وجْهِهِ عَينَان يُبْصرُ بِهِما أمْرَ الدُّنيا ، وعَيْنان في قَلبِهِ يُبصِرُ بهما أمْرَ الآخِرَة ، فإذَا أرَادَ بِعبدٍ خَيراً فتحَ عَيْنَيه اللَّتَينِ في قَلبِه ، فأبْصَرَ بِهِمَا مَا وَعَدَهُ بالغَيبِ ، فآمَنَ بِالغَيبِ عَلى الغَيبِ )) (ميزان الحكمة 8 / 224 ) ، روي عن‌ الإمام‌ الصادق‌ ( عليه‌ السلام‌ ) قوله‌ : (( إنَّما شيعَتُنا أَصْحَابُ الاْرْبِعَةِ الاْعْيُنِ عَيْنٍ فِي‌ الرَّاسِ، وَ عَيْنٍ فِي‌ القَلْبِ أَلا وَالْخَلائِقُ كُلُّهُمْ كَذَلِكَ، إِلاّ أَنَّ اللهَ فَتَحَ أَبْصَارَكُمْ وَ أَعْمَي‌ أَبْصَارَهُمْ)) .( بحار الانوار، ج‌ 15، كتاب‌ الاخلاق‌ ص‌ 31 )

[عماد الأصفياء]

السؤال : عند قراءة آية كريمة أو دعاء عن أهل البيت عليهم السلام ،هل يحصل نداء الى عوالم مابعد الحس وحسبما تضمنته الاية او الدعاء ؟

السيد الحيدري :
*** قبول الدعاء من الله عز وجل بوجود المقومات التي تعزز إستجابة الدعاء كإتخاذك الوسيلة لله عز وجل وهم العترة الطاهرة ( صلوات الله عليهم أجمعين ) وكذلك درجة اليقين لقارئ الدعاء وقربه من الله عز وجل وأهل البيت ( عليهم السلام ) مع وجود المقومات الأخرى اللازمة لقبول الدعاء ذو النية القلبية السليمة ، وعندها تأتي الإستجابة بإذن الله عز وجل وما حركة العوالم الأخرى إلا بمشيئة الله عز وجل وأمر الله أهل البيت ( عليهم السلام ) فإن لزم تحرك الملائكة مثلاً بأمر الله لتحركوا بما هو متاح لهم في خدمة المؤمنين ، أما قراءة آية أو دعاء بنية التخاطب المباشر والطلب من (( عوالم ما بعد الحس )) فهذا يعد تسخيراً ، قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )) [الأعراف : 194] . وقال عز من قائل (( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ )) [الأعراف : 197] . وخلاصة القول أن إستجابة الدعاء تعتمد على يقين المؤمن وثقته وتوكله على الله عز وجل وبركة أهل البيت ( عليهم السلام ) ونية الخير في قلبه .

[عماد الأصفياء]

السؤال : ما الذي من الممكن أن نراه بالعين البرزخية ؟

السيد الحيدري :
***يرى بدايةً - وبقدرة الله تعالى - الأنوار والومضات ( الطلائع البرزخية ) وتتطور إلى الحقائق والمغيبات والتي تظهر بعدة أحداث وصور فهي إما بشارات وعلامات خير كأنوار الملائكة واللطائف الألهية . أو إنذار ووعيد كرؤية العذاب الواقع على الكافرين والمذنبين . أوعِظة وعِبرة كرؤية حقيقة الناس والأرواح وتغير أحوالهم . أو طلب وحاجة : رؤية الأرواح في حال طلبها للدعاء أو لقضاء حوائجها ممن يراهم وغيرها من الأمور الأخرى . وهنا لابد من إستنفار كامل للشعور القلبي كحكم ٍ يحكم على حقيقة ما يراه المؤمن ، والأنوار والأرواح قد تختلط فيزيغ البصر ثم يزيغ القلب ويحدث الإنحراف .

[عماد الأصفياء]

السؤال : هل يتم التخلص من آثار الذنوب بالتوبة ؟

السيد الحيدري :
*** زوال الآثار يختلف تبعاً لنوع الذنب وتكرار فعله ، وكذلك مقدار الندم والإستغفار والإعتذار والإنكار من التائب ، وزوال آثار من دأب على أكل الحرام ونبت لحمه من الحرام ولفترة طويلة يختلف عن من كذب كذبة لمرة واحدة في حياته . ويمكن تكرار طلب التوبة من الله عز وجل بل يجب الإستمرار على هذا الفعل ما طال عمرك دون تحديد الذنب بعينه ، وعلى المؤمن الإستغاثة بأهل البيت ( عليهم السلام ) طلباً للإستغفار وطوبي لمن أستغفر له إمام زمانه .

[عماد الأصفياء]

السؤال : كيف نعالج الوسوسة ؟

السيد الحيدري :
***إن الشيطان اللعين الرجيم يقصد المؤمن بالوسوسة من الأبواب التي يجدها مشرّعة له فيدخل منها الشيطان الرجيم ، فمن وجد لديه ركاكة في مسائل الطهارة دخل له من هذا الباب ، ومن وجد في عقيدته شك زاد من شكوكه ، وعلى المؤمن في هذه الحالة الإستمرار على الذكر وترديد (( لا إله إلا الله )) فإنها من موهنات الوسوسة وهذا علاج لحظي ، أما على وجه العموم فعلى المؤمن غلق هذه الأبواب من خلال تقوية المعارف الدينية ونبذ الشكوك بالتعلم وبسؤال أهل العلم للوصول إلى الإجابات الشافية الوافية حول عقيدتنا . فمغذيات الوسوسة الجهل بالدين ومضعفاتها العلم .

[عماد الأصفياء]

السؤال : ماذا يعني مخالفة النفس ؟

السيد الحيدري :
***مخالفة النفس بأن تعملوا خلاف هواها ونوازعها ورغباتها ، حتى مجاهدتها حق الجهاد ووصولاً لترويضها ، وتميل النفس لهواها وشهواتها مثل تفضيل الراحة على العبادة ، وحب إكتناز الأموال على دفع الصدقة . والتلذذ بحلاوة الطعام على الصيام . وقد يرتبط فعلها بما أستقبحه الشارع المقدس وبَعُدَ عن سيرة الأطهار ( عليهم السلام ) من أفعال وأقوال .

[عماد الأصفياء]

السؤال : هل الإستمرار في اداء العمل العبادي يؤدي الى زوال آثار السحر ؟

السيد الحيدري :
***تبقى الأثار بعد زوال المسبب لفترة زمنية تختلف بإختلاف نوع السحر ، ونوع العلاج إن كانت قراءات فقط أم قراءات على ماء للشرب ، وكذلك على نوع المرض فآثار المرض البدني الناشيء عن سبب روحي تختلف أثاره عن المرض النفسي .

[عماد الأصفياء]

السؤال : ما المقصود بأن العلاجات مسددة من أهل البيت عليهم السلام ؟

السيد الحيدري :
*** هو إحتواء العلاجات على بركتهم ( عليهم السلام ) بسبب نية العمل الخالص في طلب مرضاة الله عز وجل وخدمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، أي أنّهم صلوات الله عليهم يرشدوننا - بفضل الله عز وجل - كما يرشدون شيعتهم إلى الصواب في ترتيب وتحديد العلاج بتوفيقاتهم .

[عماد الأصفياء]

السؤال : هل الزواج يؤثر على السير والسلوك ؟

السيد الحيدري :
*** قد نجد التأثر في ثلاث محاور : -
1- إن في الزواج السكينة والرحمة والمودة فنجد أن هذه الحالة الشعورية تتلائم والحالة الروحية التي يعيشها السالك أثناء سيره وسلوكه لله عز وجل فهي مطلب نفسي يساعد على الإرتقاء الروحي بشكل سليم .
2- في الزواج يجد المؤمن ما يشبع شهواته وهذا يساعد على عصمة الدين وغض البصر وتحصين المؤمن وبهذا لا يجد ما يشغل سلوكه من عبث الشياطين ( لعنهم الله ) في هذا المضمار . إو إيقاعه في المعصية ، روي عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : ( أيّما شاب تزوج في حداثة سنّه عجّ شيطانه : يا ويله ! عَصَمَ مني دينه ) (1)
3- الأفضلية في الأعمال للمتزوج فقد روى عبدالله بن ميمون عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : ( لركعتان يصليهما متزوج أفضل من رجل عزب يقوم ليله ويصوم نهاره)(2). كما روي عن جعفر بن محمد عن أبيه ( عليهما السلام) قال : (ركعتان يصليهما متزوج أفضل من سبعين ركعة يصليهما عَزَب ) (3) ، روي عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : ( المتزوج النائم افضل عند الله من الصائم القائم العزب ) (4) .

[عماد الأصفياء]

السؤال : هل يمكنني معرفة السبب لعدم استخدام الحرمل والشبة بعد إكمال العلاج ؟

بضعة فاطمة الكبرى :
العلاج المقدم بالمنتدى لا يحتاج لاستخدام الحرمل ، وإذا شعرتم بالضيق بعد إستخدامه مع العلاجات المقدمة في المنتدى فعليكم بإعادة العلاج كونكم قمتم بدمج علاجين في وقت واحد .

[عماد الأصفياء]

السؤال : هل أكل المكسرات بشتى أنواعها يؤثر على الروح ؟

بضعة فاطمة الكبرى :
- أنشغال المؤمن بهذا النوع من المأكولات يبعده عن الذكر ، ولا يقع التأثير من طبيعة الطعام وهي المكسرات وإنما الوقت المستغرق في أكل مثل هذا النوع من الطعام والذي يشغل المؤمن عن التسبيح وقد يصل إلى حد الغفلة . وإن أستطاع المؤمن أن ينشغل بالذكر القلبي أثناء الأكل فلا بأس .

[عماد الأصفياء]

السؤال : هل العين موجودة وتأثير العين والحسد الشديد يكون شبيه للسحر ؟

بضعة فاطمة الكبرى :
- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (٤) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (٥) ))
أمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يعوذ بالله من كل شر ومن بعضه خاصة والسورة مدنية على ما يظهر مما ورد في سبب نزولها. قوله تعالى: { قل أعوذ برب الفلق } العوذ هو الاعتصام والتحرز من الشر بالالتجاء إلى من يدفعه . ( تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي) ، ويظهر إتصاف الحسد بالشر ( شَرِّ حَاسِدٍ ) ولأن هناك ضرر وشر ناشىء عن الحسد لما طلب التعوذ منه ومن شره . وروي عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) أنه قال : " اسْتَعِينُوا عَلَى أُمُورِكُمْ بِالْكِتْمَانِ ، فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ " ( بحار الأنوار : 74 / 153 ) ، والمعنى أن الحسد مانع لتيسر الأمور ودوامها . وتاريخ الأحداث عبر الزمن تشهد بأن العين حق وأن لها من الأثار الكثير .

[عماد الأصفياء]

السؤال : هل تفسد " فيروزة نيشابوري " بالتنقية بماء الورد ؟

السيد الحيدري :
المواد الضارة بحجر الفيروز هي المواد الحاوية على مركبات كيميائية ومنها العطورات التي تحوي مادة الكحول . أم ماء الورد عبارة عن ماء مقطّر خاوي من هذه المواد المصنّعة . ولا يضر بالحجر إن شاء الله .

[عماد الأصفياء]

السؤال : هل الكفن الذي كُتب عليه دعا الجوشن بالتربة الحسينية يعد من الأحراز ؟

بضعة فاطمة الكبرى :
- لا حاجة للتخلص منه وحيث أنه لا يستخدم فيكفي حفظه ووضعه جانباً .

[عماد الأصفياء]

السؤال : هل السحر هو حقيقة خيالية أم حقيقة حقيقة واقعية ؟

السيد الحيدري :
***قال تعالى في كتابه المحكم بسم الله الرحمن الرحيم (( وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ )) [البقرة : 102] .

يُفهم من الآية الكريمة عدة معاني تتعلق بحقيقة السحر :-

1- أن السحر كفر (( فَلاَ تَكْفُرْ )) لأنه تصرف بالكون على خلاف ما جرت عليه القدرة الإلهية حيث أن الساحر يفسد أمر الصنع والتكوين ويسبق تقدير الله بأعمال السحر ، وهذا التصرف إن أقتصر على الخيالات والصور فقط فلا يصل لحد كفر الساحر ، ولكن ما يُفهم أن ضرر السحر تجاوز حد الخيالات ووصل للضرر الفعلي (( وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِه )) أي أنه لو أقتصر على الخيالات فقط لأمكننا القول بأن الشخص الذي يستخدم الحيل البصرية بخفة اليد هو أيضاً كافر لأنه يخدع البصر وهذا لا يستقيم أمام العقل .

2- أن التفريق بين المرء وزوجه كما ورد في الآية الكريمة (( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ )) غير محدود الضرر بمعنى أنه يتجاوز أيضاً الخيالات ولا يقتصر على ظهور الزوجة بعين زوجها بصورة غير حسنة بفعل سحر الخيالات حتى تحدث الفرقة ، وإنما يصل للمشاعر والعواطف وتقليبها بل قد يتجاوز بأن لا يتمكن الرجل من إتمام الجماع بصورته المعتادة بفعل السحر وهنا يتضح الضرر بدني ، أي يمكن إستنتاج بأن الأمر لا يُحدّ بدائرة الخيالات والصور وإنما يصل لحقيقة مشاعر الزوج أو الزوجة ويحدث التحول السلبي بفعل السحر ، أو حجب القدرات الشهوية لدى الزوج بقوة السحر وبذلك يكون السحر قد تجاوز حد الخيالات الصورية ووصل لعمق المشاعر .

3- التعلم يرتبط مع مفهومي الكثرة الكمية والملازمة أي عندما تريد أن تتعلم على يد شخص ما بعض العلوم فيستوجب ملازمته للأخذ من علومه المتنوعة في مجال ما ، وقد وردت كلمة ( يعلمون ، فيتعلمون ) أي أن السحر يمكن أن يطلق عليه صفة العلم وبما أنه علم فله منهجه وطرقه وأساليبه وبذلك يُستنتج بأنه علم لا يقتصر على التأثير على الخيالات والصور فقط وإنما هنالك أبعاد أخرى مخفية تصل لإيقاع الضرر بالمشاعر والتفكير والبدن لإحداث الفرقة .

وبذلك يكون السحر حقيقة واقعية وإن كان جزء منه له من الآثار الخيالية .