المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : { وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي ٱلْحَرْثِ }


يافاطمة
09-06-2009, 08:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد


قال تعالى في محكم كِــتابهِ الكريم: { وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي ٱلْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ ٱلْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ } * { فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً }

سورة الأنبياء آية (80)


بــيان الآيات الكريــــمة..


{ وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه }السياق يعطي أنها واقعة واحده بعينها رفع حكمها إلى داود لكونه هو الملك الحاكم في بني إسرائيل وقد جعله الله خليفة في الأرض كما قال: { يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق }
فإن كان سليمان يداخل في حكم الواقعة فعن إذن منه ولحكمة ما ولعلها إظهار أهليته للخلافة بعد داود.


ومن المعلوم أن لا معنى لحكم حاكمين في واقعة واحده شخصية مع استقلال كل واحد منهما في الحكم ونفوذه، ومن هنا يظهر أن المراد بقوله: { إذ يحكمان } إذ يتناظران أو يتشاوران في الحكم لا إصدار الحكم النافذ، ويؤيده كمال التأييد التعبير بقوله: { إذ يحكمان } على نحو حكاية الحال الماضية كأنهما أخذا في الحكم أخذاً تدريجياً لم يتم بعد ولن يتم إلا حكماً واحداً نافذاً وكان الظاهر أن يقال: إذ حكما.
ويؤيده أيضاً قوله: { وكنا لحكمهم شاهدين } فإن الظاهر أن ضمير { لحكمهم } للأنبياء وقد تكرر في كلامه تعالى أنه آتاهم الحكم لا كما قيل: إن الضمير لداود وسليمان والمحكوم لهم إذ لا وجه يوجه به نسبة الحكم إلى المحكوم لهم أصلاً، فكان الحكم حكماً واحداً هو حكم الأنبياء والظاهر أنه ضمان صاحب الغنم للمال الذي أتلفته غنمه.

فكان الحكم حكماً واحداً اختلفا في كيفية إجرائه عملاً إذ لو كان الاختلاف في أصل الحكم لكان فرض صدور حكمين منهما بأحد وجهين إما بكون كلا الحكمين حكماً واقعياً لله ناسخاً أحدهما - وهو حكم سليمان - الآخر وهو حكم داود لقوله تعالى: { ففهمناها سليمان } وإما بكون الحكمين معاً عن اجتهاد منهما بمعنى الرأي الظني مع الجهل بالحكم الواقعي وقد صدق تعالى اجتهاد سليمان فكان هو حكمه.


أما الأول:


وهو كون حكم سليمان ناسخاً لحكم داود فلا ينبغي الارتياب في أن ظاهر جمل الآية لا يساعد عليه إذ الناسخ والمنسوخ متباينان ولو كان حكماهما من قبيل النسخ ومتباينين لقيل: وكنا لحكمهما أو لحكميهما ليدل على التعدد والتباين ولم يقل: { وكنا لحكمهم شاهدين } المشعر بوحدة الحكم وكونه تعالى شاهدا له الظاهر في صونهم عن الخطاء، ولو كان داود حكم في الواقعة بحكم منسوخ لكان على الخطاء، ولا يناسبه أيضاً قوله: { وكلا آتينا حكماً وعلماً } وهو مشعر بالتأييد ظاهر في المدح.



وأما الثاني:


وهو كون الحكمين عن اجتهاد منهما مع الجهل بحكم الله الواقعي فهو أبعد من سابقه لأنه تعالى يقول: { ففهمناها سليمان } وهو العلم بحكم الله الواقعي وكيف ينطبق على الرأي الظني بما أنه رأي ظني. ثم يقول: وكلا آتينا حكماً وعلماً فيصدق بذلك أن الذي حكم به داود أيضاً كان حكماً علمياً لا ظنياً ولو لم يشمل قوله: { وكلا آتينا حكماً وعلماً } حكم داود في الواقعة لم يكن وجه لإِيراد الجملة في المورد.



على أنك سمعت أن قوله: { وكنا لحكمهم شاهدين } لا يخلو من إشعار بل دلالة على أن الحكم كان واحداً ومصوناً عن الخطاء. فلا يبقى إلا أن يكون حكمهما واحداً في نفسه مختلفاً من حيث كيفية الإِجراء وكان حكم سليمان أوفق وأرفق.

ولعل الحكم كان هو ضمان ما أفسدته الغنم من الحرث على صاحبها وكان ذلك مساوياً لقيمة رقاب الغنم فحكم داود لذلك برقابها لصاحب الحرث، وحكم سليمان بما هو أرفق منه وهو أن يستوفي ما أتلفت من ماله من منافعها في تلك السنة والمنافع المستوفاة من الغنم كل سنة تعدل قيمتها قيمة الرقبة عادة.



فقوله: { وداود وسليمان } أي واذكر داود وسليمان { إذ } حين { يحكمان في الحرث } { إذ } حين { نفشت فيه غنم القوم } أي تفرقت فيه ليلاً وأفسدته
{ وكنا لحكمهم } أي لحكم الأنبياء، وقيل: الضمير راجع إلى داود وسليمان والمحكوم له، وقد عرفت ما فيه، وقيل: الضمير لداود وسليمان لأن الأثنين جمع وهو كما ترى { شاهدين } حاضرين نرى ونسمع ونوقفهم على وجه الصواب فيه
{ ففهمناها } أي الحكومة والقضية { سليمان وكلاً } من داود وسليمان { آتينا حكماً وعلماً }




المصدر: الميزان في تفسير القرآن للطباطبائي



اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين


منقول

ريحانة أبا الفضل (ع)
09-06-2009, 11:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم


بارك الله بكم أختنا الفاضلة لطرحكم القرآني المبارك
أنار الله قلوبنا وقلوبكم بنور القرآن و بنور العترة عليهم السلام
وفقكم الله وسدد خطاكم لكل خير بجاه محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين


نلتمسكم الدعاء
وصل اللهم على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم

يافاطمة
09-08-2009, 10:18 PM
اللهم صل على محمد وال محمد

مشكوره اختي الكريمة على المرور