نور المشكاة
07-31-2011, 11:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف و عجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ..
سلمكم الله جميعاً من كل سوء ..
روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال: إنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله خطبنا ذات يوم فقال:
« أيّها الناس إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة ، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيّامه أفضل الأيّام، ولياليه أفضل اللّيالي، وساعاته أفضل السّاعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله ، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله ، أنفاسكم فيه تسبيح ، ونومكم فيه عبادة ، وعملكم فيه مقبول ، ودعاؤكم فيه مستجاب.
فسلوا الله ربّكم بنيّات صادقة ، وقلوب طاهرة أن يوفّقكم لصيامه ، وتلاوة كتابه ، فانَّ الشقيَّ من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم ، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه ، وتصدَّقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقّروا كباركم ، وارحموا صغاركم ، وصلوا أرحامكم ، واحفظوا ألسنتكم ، وغضّوا عمّا لا يحلُّ النّظر إليه أبصاركم ، وعمّا لا يحلُّ الاستماع إليه أسماعكم ، وتحنّنوا على أيتام النّاس يتحنّن على أيتامكم ، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم , وارفعوا إليه أيديكم بالدّعاء في أوقات صلواتكم ، فانّها أفضل السّاعات ينظر الله عزَّوجلَّ فيها بالرَّحمة إلى عباده ، يجيبهم إذا ناجوه ، ويلبيّهم إذا نادوه ويستجيب لهم إذا دعوه.
أيّها النّاس إنَّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكّوها باستغفاركم ، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخفّفوا عنها بطول سجودكم ، واعلموا أنَّ الله تعالى ذكره أقسم بعزَّته أن لا يعذِّب المصلّين والسّاجدين ، وأن لا يروّعهم بالنّار يوم يقوم النّاس لربّ العالمين .
أيّها النّاس من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشّهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ، ومغفرة لما مضى من ذنوبه ، قيل: يا رسول الله ! وليس كلّنا يقدر على ذلك ، فقال عليه السّلام : اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة ، اتّقوا النار ولو بشربة من ماء.
أيُّها الناس من حسّن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازاً على الصّراط يوم تزلُّ فيه الأقدام ، ومن خفّف في هذا الشهر عمّا ملكت يمينه ، خفّف الله عليه حسابه ، وكفَّ فيه شرَّه كفَّ الله عنه غضبه يوم يلقاه ، ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه ، ومن وصل فيه رَحِمَه وصله الله برحمته يوم يلقاه ، ومن قطع فيه رَحِمَه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه ، ومن تطوَّع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النّار ، ومن أدَّى فيه فرضاً كان له ثواب من أدَّى سبعين فريضة فيما سواه من الشّهور ، ومن أكثر فيه من الصّلاة عليّ ثقّل الله ميزانه يوم تخفُّ الموازين ، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشّهور .
أيُّها الناس! إنَّ أبواب الجنان في هذا الشّهر مفتّحة ، فسلوا ربّكم أن لا يغلقها عليكم ، وأبواب النيران مغلّقة فسلوا ربّكم أن لا يفتحها عليكم ، والشيّاطين مغلولة فسلوا ربّكم أن لا يسلّطها عليكم .
قال أمير المؤمنين عليه السّلام:
فقمت فقلت: يا رسول الله! ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ فقال: يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عزَّوجلَّ .
ثمَّ بكى فقلت: يا رسول الله! ما يبكيك ؟ فقال: يا عليُّ أبكي لما يستحلُّ منك في هذا الشهر، كأنّي بك وأنت تصلّي لربّك، وقد انبعث أشقى الأوَّلين شقيق عاقر ناقة ثمود ، فضربك ضربة على قرنك فخضّب منها لحيتك.
قال أمير المؤمنين عليه السّلام:
فقلت: يا رسول الله! وذلك في سلامة من ديني ؟ فقال صلى الله عليه وآله: في سلامة من دينك.
ثمَّ قال: يا عليُّ! من قتلك فقد قتلني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن سبّك فقد سبّني ، لأنّك منّي كنفسي ، روحك من روحي ، وطينتك من طينتي ، إنَّ الله تبارك وتعالى خلقني وإيّاك واصطفاني وإيّاك ، واختارني للنبوَّة ، واختارك للإمامة ، ومن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي .
يا عليُّ! أنت وصيّي، وأبو ولدي، وزج ابنتي، وخليفتي على اُمتي في حياتي وبعد موتي ؛ أمرك أمري، ونهيك نهيي ، اُقسم بالّذي بعثني بالنبوَّة ، وجعلني خير البريّة ، إنّك لحجّة الله على خلقه ، وأمينه على سرّه ، وخليفته على عباده » .
إضغط هنا للإستماع للخطبة (http://shiavoice.com/play-UzKk1.html)
.: (( المصدر/ عيون أخبار الرضا )) :.
وفقكم الله تعالى لكل خير ببركة وسداد اهل البيت عليهم السلام .
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف و عجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ..
سلمكم الله جميعاً من كل سوء ..
روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال: إنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله خطبنا ذات يوم فقال:
« أيّها الناس إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة ، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيّامه أفضل الأيّام، ولياليه أفضل اللّيالي، وساعاته أفضل السّاعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله ، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله ، أنفاسكم فيه تسبيح ، ونومكم فيه عبادة ، وعملكم فيه مقبول ، ودعاؤكم فيه مستجاب.
فسلوا الله ربّكم بنيّات صادقة ، وقلوب طاهرة أن يوفّقكم لصيامه ، وتلاوة كتابه ، فانَّ الشقيَّ من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم ، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه ، وتصدَّقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقّروا كباركم ، وارحموا صغاركم ، وصلوا أرحامكم ، واحفظوا ألسنتكم ، وغضّوا عمّا لا يحلُّ النّظر إليه أبصاركم ، وعمّا لا يحلُّ الاستماع إليه أسماعكم ، وتحنّنوا على أيتام النّاس يتحنّن على أيتامكم ، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم , وارفعوا إليه أيديكم بالدّعاء في أوقات صلواتكم ، فانّها أفضل السّاعات ينظر الله عزَّوجلَّ فيها بالرَّحمة إلى عباده ، يجيبهم إذا ناجوه ، ويلبيّهم إذا نادوه ويستجيب لهم إذا دعوه.
أيّها النّاس إنَّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكّوها باستغفاركم ، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخفّفوا عنها بطول سجودكم ، واعلموا أنَّ الله تعالى ذكره أقسم بعزَّته أن لا يعذِّب المصلّين والسّاجدين ، وأن لا يروّعهم بالنّار يوم يقوم النّاس لربّ العالمين .
أيّها النّاس من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشّهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ، ومغفرة لما مضى من ذنوبه ، قيل: يا رسول الله ! وليس كلّنا يقدر على ذلك ، فقال عليه السّلام : اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة ، اتّقوا النار ولو بشربة من ماء.
أيُّها الناس من حسّن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازاً على الصّراط يوم تزلُّ فيه الأقدام ، ومن خفّف في هذا الشهر عمّا ملكت يمينه ، خفّف الله عليه حسابه ، وكفَّ فيه شرَّه كفَّ الله عنه غضبه يوم يلقاه ، ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه ، ومن وصل فيه رَحِمَه وصله الله برحمته يوم يلقاه ، ومن قطع فيه رَحِمَه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه ، ومن تطوَّع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النّار ، ومن أدَّى فيه فرضاً كان له ثواب من أدَّى سبعين فريضة فيما سواه من الشّهور ، ومن أكثر فيه من الصّلاة عليّ ثقّل الله ميزانه يوم تخفُّ الموازين ، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشّهور .
أيُّها الناس! إنَّ أبواب الجنان في هذا الشّهر مفتّحة ، فسلوا ربّكم أن لا يغلقها عليكم ، وأبواب النيران مغلّقة فسلوا ربّكم أن لا يفتحها عليكم ، والشيّاطين مغلولة فسلوا ربّكم أن لا يسلّطها عليكم .
قال أمير المؤمنين عليه السّلام:
فقمت فقلت: يا رسول الله! ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ فقال: يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عزَّوجلَّ .
ثمَّ بكى فقلت: يا رسول الله! ما يبكيك ؟ فقال: يا عليُّ أبكي لما يستحلُّ منك في هذا الشهر، كأنّي بك وأنت تصلّي لربّك، وقد انبعث أشقى الأوَّلين شقيق عاقر ناقة ثمود ، فضربك ضربة على قرنك فخضّب منها لحيتك.
قال أمير المؤمنين عليه السّلام:
فقلت: يا رسول الله! وذلك في سلامة من ديني ؟ فقال صلى الله عليه وآله: في سلامة من دينك.
ثمَّ قال: يا عليُّ! من قتلك فقد قتلني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن سبّك فقد سبّني ، لأنّك منّي كنفسي ، روحك من روحي ، وطينتك من طينتي ، إنَّ الله تبارك وتعالى خلقني وإيّاك واصطفاني وإيّاك ، واختارني للنبوَّة ، واختارك للإمامة ، ومن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي .
يا عليُّ! أنت وصيّي، وأبو ولدي، وزج ابنتي، وخليفتي على اُمتي في حياتي وبعد موتي ؛ أمرك أمري، ونهيك نهيي ، اُقسم بالّذي بعثني بالنبوَّة ، وجعلني خير البريّة ، إنّك لحجّة الله على خلقه ، وأمينه على سرّه ، وخليفته على عباده » .
إضغط هنا للإستماع للخطبة (http://shiavoice.com/play-UzKk1.html)
.: (( المصدر/ عيون أخبار الرضا )) :.
وفقكم الله تعالى لكل خير ببركة وسداد اهل البيت عليهم السلام .