صفاء نور الزهراء
05-12-2010, 05:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين مبداً معيدا
اللهم صلِّ على النبي محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يارب العالمين
السلام عليكِ مولاتي يافاطمة الزهراء ورحمة العزيز الجبار وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التكبير قبل الركوع
الظاهر أن هذا التكبير من متعلقات الركوع ولأجل تهيّؤ المصلي للدخول إلى منزل الركوع. وأدبه أن ينظر المصلي إلى مقام عظمة الحق وجلاله وعزة الربوبية وسلطنتها ويجعل ضعف العبودية وعجزها وفقرها وذلّها نصب عينه. وفي هذا الحال يكبر الحق تعالى عن التوصيف بمقدار معرفته عن الربوبية وذل العبودية، ويلزم أن يكون توصيف العبد السالك الحق تعالى وتسبيحه وتقديسه إيّاه لإطاعة الأمر محضا ولأذن الحق تعالى في التوصيف والعبادة وإلا فليس له تلك الجسارة أن يجازف بالتوصيف والتعظيم في المحضر الربوبي، عبد ضعيف مثله وهو في الحقيقة لا شيء. وما فيه فهو أيضا من المعبود العظيم الشأن.
في مقام يقول علي بن الحسين الذي هو كلام الله " أفبلساني هذا الكالّ أشكرك ؟ فإذا أراد العبد السالك أن يرد منزل الركوع الخطير فلا بد له من التهيّؤ لذاك المقام وأن يلقي بيده توصيفه وتعظيمه وعبادته وسلوكه على قفاه ويرفع يده إلى حذاء الأذن ويقلب كفيه الخاليتين حذاء القبلة ويرد منزل الركوع صفر اليدين وخالي الكفين وبقلب مملوء بالخوف والرجاء. خوف التقصير عن القيام بمقام العبودية والرجاء الواثق بمقام الحس المقدس حيث شرّفه وأذن له بالدخول إلى هذه المقامات التي هي للخلّص من الأولياء والكمّل من الأحبّاء.
ولعل الرفع بهذه الكيفية هو ترك لمقام القيام وترك الوقوف إلى ذاك الحدّ وإشارة إلى عدم التزوّد من منزل القيام. والتكبير إشارة إلى التعظيم والتكبير عن التوصيفات التي صدرت في منزل القيام. وعند أهل المعرفة حيث أن الركوع منزل توحيد الصفات فتكبير الركوع تكبير عن هذا التوحيد، ورفع اليد إشارة إلى رفض صفات الخلق.
آداب الانحناء الركوعي
اعلم أن عمدة أحوال الصلاة ثلاثة، وسائر الأعمال والأفعال مقدّماتها ومهيئات لها، الأول: القيام. والثاني: الركوع. والثالث: السجود. وأهل المعرفة يرون هذه الثلاثة إشارة إلى التوحيدات الثلاثة.
بما أن الصلاة معراج كمالي للمؤمن مقرّب لأهل التقوى فهي متقوّمة بأمرين أحدهما مقدمة للآخر:
الأول: ترك رؤية النفس الذي هو باطن التقوى.
الثاني: حبّ الله وطلب الحق وهو حقيقة المعراج والقرب، ولهذا ورد في الروايات الشريفة: الصلاة قربان كل تقيّ كما أن القرآن أيضا نور الهداية ولكن للمتقين: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}(البقرة 3).
وبالجملة هذان المقامان، يحصلان في هذه المقامات الثلاثة بالتدريج، ففي حال القيام ترك لرؤية النفس على حسب مقام الفاعلية ورؤية فاعلية الحق وقيّومية الحق المطلق، وفي الركوع ترك لرؤية النفس على حسب مقام الصفات والأسماء ورؤية لمقام أسماء الحق وصفاته، وفي السجود ترك لرؤية النفس مطلقا وحب لله وطلب لله مطلقا وجميع منازل السالكين من شؤون هذه المقامات الثلاثة كما هو واضح لأصحاب البصيرة ولأهل العرفان والسلوك، فإذا توجّه السالك في هذه المقامات بأن سرّ هذه الأعمال والتوحيدات الثلاثة لكل مقام هو أدقّ وألطف، فمن الضروري للسالك أن يراقبه مراقبة أكثر لأن خطر المقام أشدّ والزلل فيه أكثر، ففي مقام الركوع حيث أن للسالك دعوى أنه ليس في دار الوجود علم ولا قدرة ولا حياة ولا إرادة سوى من الحق تعالى، وهذه الدعوى دعوة عظيمة والمقام دقيق للغاية ولا ينبغي هذه الدعاوى لأمثالنا فلا بد أن نتوجه بباطن ذاتنا إلى جناب الحق المقدّس بالتضرّع والمسكنة و الذلّة ونعتذر عن القصور والتقصير ونجد نقصاننا بعين العيان وشهود الوجدان، فلعله يصدر عن هذا المقام المقدس توجّه وعناية ويصير حال الاضطرار سببا للمساعدة من الذات المقدسة: أمّن يجيب المضّطر إذا دعاه ويكشف السوء.
...........................
الآداب المعنوية للإمام الخميني (قدس)
حفظكم الإله ورعاكم وسددكم ببركة الصلاة على النبي وآله الطيبين الطاهرين الأشراف
وصلِّ اللهم على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يارب العالمين
اللهم صلِّ على النبي محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يارب العالمين
السلام عليكِ مولاتي يافاطمة الزهراء ورحمة العزيز الجبار وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التكبير قبل الركوع
الظاهر أن هذا التكبير من متعلقات الركوع ولأجل تهيّؤ المصلي للدخول إلى منزل الركوع. وأدبه أن ينظر المصلي إلى مقام عظمة الحق وجلاله وعزة الربوبية وسلطنتها ويجعل ضعف العبودية وعجزها وفقرها وذلّها نصب عينه. وفي هذا الحال يكبر الحق تعالى عن التوصيف بمقدار معرفته عن الربوبية وذل العبودية، ويلزم أن يكون توصيف العبد السالك الحق تعالى وتسبيحه وتقديسه إيّاه لإطاعة الأمر محضا ولأذن الحق تعالى في التوصيف والعبادة وإلا فليس له تلك الجسارة أن يجازف بالتوصيف والتعظيم في المحضر الربوبي، عبد ضعيف مثله وهو في الحقيقة لا شيء. وما فيه فهو أيضا من المعبود العظيم الشأن.
في مقام يقول علي بن الحسين الذي هو كلام الله " أفبلساني هذا الكالّ أشكرك ؟ فإذا أراد العبد السالك أن يرد منزل الركوع الخطير فلا بد له من التهيّؤ لذاك المقام وأن يلقي بيده توصيفه وتعظيمه وعبادته وسلوكه على قفاه ويرفع يده إلى حذاء الأذن ويقلب كفيه الخاليتين حذاء القبلة ويرد منزل الركوع صفر اليدين وخالي الكفين وبقلب مملوء بالخوف والرجاء. خوف التقصير عن القيام بمقام العبودية والرجاء الواثق بمقام الحس المقدس حيث شرّفه وأذن له بالدخول إلى هذه المقامات التي هي للخلّص من الأولياء والكمّل من الأحبّاء.
ولعل الرفع بهذه الكيفية هو ترك لمقام القيام وترك الوقوف إلى ذاك الحدّ وإشارة إلى عدم التزوّد من منزل القيام. والتكبير إشارة إلى التعظيم والتكبير عن التوصيفات التي صدرت في منزل القيام. وعند أهل المعرفة حيث أن الركوع منزل توحيد الصفات فتكبير الركوع تكبير عن هذا التوحيد، ورفع اليد إشارة إلى رفض صفات الخلق.
آداب الانحناء الركوعي
اعلم أن عمدة أحوال الصلاة ثلاثة، وسائر الأعمال والأفعال مقدّماتها ومهيئات لها، الأول: القيام. والثاني: الركوع. والثالث: السجود. وأهل المعرفة يرون هذه الثلاثة إشارة إلى التوحيدات الثلاثة.
بما أن الصلاة معراج كمالي للمؤمن مقرّب لأهل التقوى فهي متقوّمة بأمرين أحدهما مقدمة للآخر:
الأول: ترك رؤية النفس الذي هو باطن التقوى.
الثاني: حبّ الله وطلب الحق وهو حقيقة المعراج والقرب، ولهذا ورد في الروايات الشريفة: الصلاة قربان كل تقيّ كما أن القرآن أيضا نور الهداية ولكن للمتقين: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}(البقرة 3).
وبالجملة هذان المقامان، يحصلان في هذه المقامات الثلاثة بالتدريج، ففي حال القيام ترك لرؤية النفس على حسب مقام الفاعلية ورؤية فاعلية الحق وقيّومية الحق المطلق، وفي الركوع ترك لرؤية النفس على حسب مقام الصفات والأسماء ورؤية لمقام أسماء الحق وصفاته، وفي السجود ترك لرؤية النفس مطلقا وحب لله وطلب لله مطلقا وجميع منازل السالكين من شؤون هذه المقامات الثلاثة كما هو واضح لأصحاب البصيرة ولأهل العرفان والسلوك، فإذا توجّه السالك في هذه المقامات بأن سرّ هذه الأعمال والتوحيدات الثلاثة لكل مقام هو أدقّ وألطف، فمن الضروري للسالك أن يراقبه مراقبة أكثر لأن خطر المقام أشدّ والزلل فيه أكثر، ففي مقام الركوع حيث أن للسالك دعوى أنه ليس في دار الوجود علم ولا قدرة ولا حياة ولا إرادة سوى من الحق تعالى، وهذه الدعوى دعوة عظيمة والمقام دقيق للغاية ولا ينبغي هذه الدعاوى لأمثالنا فلا بد أن نتوجه بباطن ذاتنا إلى جناب الحق المقدّس بالتضرّع والمسكنة و الذلّة ونعتذر عن القصور والتقصير ونجد نقصاننا بعين العيان وشهود الوجدان، فلعله يصدر عن هذا المقام المقدس توجّه وعناية ويصير حال الاضطرار سببا للمساعدة من الذات المقدسة: أمّن يجيب المضّطر إذا دعاه ويكشف السوء.
...........................
الآداب المعنوية للإمام الخميني (قدس)
حفظكم الإله ورعاكم وسددكم ببركة الصلاة على النبي وآله الطيبين الطاهرين الأشراف
وصلِّ اللهم على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يارب العالمين